السحر العملي - الطريقة
الفصل الخامس
عالم السحر هو عالم أثيري
والعالم الاثيري هو المستوى الثاني من الوجود بينما العالم المادي هو المستوى الاول ويدعى الملكوت
كل ما يحدث في عالم الأثير ينعكس هنا بشكل متسلسل ومرتب
أي لا يخرق قوانين الطبيعة والتسلسل الزمني
العمل السحري هو تفاعل شيء من العالم المادي مع العالم الأثيري عبر "العقل"
سواء كان العقل الفردي الهيولي او العقل الكوني
العقل هو أداة اثيرية
لذلك سمي الجسد الأثيري بالجسد العقلي
والعقل هو أقوى وأسمى الموجودات
وما يجعل الانسان مميزاً عن باقي الحيوانات انه يمتلك عقلين
العقل الهيولي والوعي الكوني
العقل الهيولي مخلوق من الماء
والمقصود بذلك أن طبيعته مائية بالكامل
عندما يختلط بشيء يصيره ويتشبه به
مثلا عندما يختلط الانسان بأشخاص محاربين لفترة طويلة فأن عقله سيتأثر بكينوناتهم الفكرية ويصبح محارباً مثلهم سواء بوعي او بغير وعي
سيكتسب اطباعهم وأخلاقهم وحتى كلماتهم وطريقة حديثهم
وكذلك بالنسبة لأي فئة اجتماعية او دينية يختلط بها الانسان سيكتسب اطباعهم دون وعيه
وهذا يحدث بشكل اعمق مما تتخيله
يعني هذا الأمر لا يحدث برغبة الانسان ذاته ولا يسير بارادته الحرة
ما يحدث في الحقيقة أن كل انسان في الكون يصدر جسده دخان غير مرئي وترددات معينة عندما نقترب من انسان معين فأن اجسادنا وعقولنا تتأثر بتلك الحرارة والدخان وتنتقل الينا عبر التنفس
لذلك من فطرة الانسان انه يبطئ او يتوقف عن التنفس حينما يقف بجانبه شخص معين ذو اهتزاز منخفض فيميل الى الابتعاد عنه
وحتى قد يميل الى عدم الاكل والشرب من نفس مائدة الاخرين
ذلك الدخان غير المرئي
معنوياً ناتج من تبخر العقل الهيولي المائي
يتبخر العقل الهيولي ويبعث الدخان حينما يتفاعل مع الاشياء ذات الطبيعة النارية الحارة
مثل العواطف
العواطف هي حرارة مكتسبة
لو نظرنا ببساطة سنجد ان كل حرارة مصدرها النار او النور
وان مصدر جميع العواطف هو وعينا
مثلا يحزن الانسان عندما يفقد شخص مقرب
ويحزن عندما يفقد المال ويحزن او يغضب عندما يستمع لكلام قبيح
ما يحدد نوع العواطف التي يشعر بها الانسان في ظروف معينة هو موقف الانسان ووعيه
يعني الانسان عندما يفقد شخص قريب فهو يحزن لأن الشخص المتوفي كان يملئ جزءاً من الفراغ الداخلي
وبالتالي فأن من مات حقاً هو جزءاً من داخل الانسان ويمكن ملؤه دائماً
هناك اشخاص نجدهم لا يعطون أي اهتمام لفقدان اقربائهم وذلك ببساطة لأنهم ممتلئين بأشياء خالدة ذات قيم روحية وليست فانية وبالتالي لن يؤثر اي شيء عليهم في هذا العالم المؤقت
الحزن هو من العواطف العميقة ذات الحرارة العالية
وهو ينتج من تعلقنا بشيء مادي مؤقت ويجعلنا لا نرى حقيقتنا كاملة
وفقداننا لمن تعلقنا به هو حقيقة مؤلمة
تجعلنا نرى انفسنا بشكل غير متوقع
وهذه الحقيقة هي نور حارق يسخن العواطف ويثير العقل الهيولي ويجعله يتبخر ببطئ
لذلك المتعلقين بالاوهام يخافون من الحقائق
لأنها حزينة وساخنة يمكنها ان تبخر جزئاً منهم..
قد تتسائل الان ما هو البخار اللذي يصبحه العقل الهيولي عندما يتفاعل مع حرارة الحقيقة؟
ببساطة البخار يصبح سحاب اسود يمطر علينا بالعطاء والمحبة الالهية
ويطهرنا من الأوهام العقلية القديمة
العواطف الحارة التي تطهر العقل الهيولي وتبخره هي الحزن والخوف والصدمة والغضب
وهذه العواطف تظهر فينا عندما نواجه حقيقة من خارج المحور اللذي نحن فيه
ركزو في كل كلمة
ما نكتبه هنا ممتلئ بالتفاصيل والعمق
العواطف الحارة تظهر فينا عندما نرى شيئا من خارج محور عقلنا الهيولي الفردي
كلمة محور تأتي من كلمة حرارة
عندما نسخن شيء فأن جزيئاته الذرية تتحرك بسرعة كبيرة وتكون حائرة في حركتها أي انها لا تعرف الى اين تهرب من الحرارة
كذلك هو محور الانسان
عندما يتسخن المحور العقلي سيصاب الانسان بالحيرة ويضيع في أفكاره ولا يعرف كيف يهرب من الحقيقة
بينما الانسان اللذي يملك عقله لا يهرب من الحقيقة بل يواجهها
اما العواطف الباردة فهي تجعل العقل في أفضل حالاته وتجعله هادئاً جامداً وهذه العواطف هي الحب فقط
اما السعادة والفرح فهي بالاصل ناتجة من الحب
عندما ترى ما تحبه انت تصبح سعيد
هذا هو العقل الهيولي
نأمل ان كل شيء مفهوم حتى الان..
أما العقل الآخر للانسان فهو الوعي الكوني
وهو العقل الأسمى في الوجود
وهو مخلوق من نور
ولا يتأثر بشيء ولكن يثير الاشياء من حوله ويجعلها أفضل
اذا كان لنا وعي كوني
فأننا نرى في الظلام
ونتعلم من الاخطاء
ونرى انفسنا بالحزن
ونحول القباحة الى جمال
يتبع...
الاستاذ الكبير
إرسال تعليق